افتتاح وشيك لأول مركز استشفائي جامعي في الصحراء المغربية بعد اقتراب نهاية الأشغال

0 32

تشارف أشغال إنجاز المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون على نهايتها، ليتقدم هذا الورش الصحي الضخم بثبات نحو افتتاح مرتقب سيشكل تحوّلًا نوعيًا في البنية الصحية بالأقاليم الجنوبية.

ويعد المشروع أحد أبرز مكونات النموذج التنموي الجديد المخصص للمنطقة، والذي أعطى الملك محمد السادس إشارته الأولى من العيون سنة 2015.

ويقع المستشفى الجديد بمحاذاة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان، في انسجام يعزز خصوصية المنظومة الصحية والتعليمية بالجهة، باعتباره أول مركز استشفائي جامعي يُشيد من الصفر في الصحراء المغربية.

وأكد العسري بلخير المدير الجهوي للوكالة الوطتية للتجهيزات العامة أن الأشغال بلغت نسبة 95%، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تهم تثبيت وتجريب الأجهزة الطبية المتقدمة التي جرى توفيرها للموقع الممتد على مساحة 18 هكتارًا.

وأضاف أن الطاقة الاستيعابية للمركز ستبلغ 500 سرير، ضمن مشروع رُصد له غلاف مالي يصل إلى 1,3 مليار درهم.

وخلال زيارة ميدانية، تبدو بوضوح اللمسات الأخيرة للمبنى؛ إذ اكتملت أعمال الصباغة والتشطيبات الداخلية والتبليط، كما تم تركيب المصابيح والزجاج الخاص بالمرافق، فيما تتواصل عملية تثبيت الأجهزة البيوميديكالية، وهي خطوة أساسية قبل دخول أي مؤسسة صحية من هذا المستوى حيز الخدمة.

ويتفرد هذا المشروع باندماجه الكامل مع كلية الطب والصيدلة بالعيون، حيث سيستفيد طلبة الكلية من فضاء استشفائي جامعي قريب يوفر شروط التكوين التطبيقي دون صعوبات لوجستية أو تنقلات مرهقة.

وفي هذا السياق، أوضحت عميدة الكلية، فاطمة الزهراء العلوي، أن هذه التجربة تُعد سابقة على الصعيد الوطني، إذ جرى تصميم المستشفى بصفته مركزًا جامعيا منذ البداية، بخلاف بعض مدن الشمال حيث جرى تحويل مستشفيات جهوية لاحقًا إلى مراكز جامعية. وأبرزت أن الكلية والمستشفى “وُلدا معا ونمَيا معا”، في نموذج يجسد انسجامًا وظيفيًا بين التعليم الطبي والخدمات الصحية.

وينتظر أن يخفف المركز الجديد الضغط عن المرضى في الجهات الجنوبية الثلاث، الذين يضطر الكثير منهم إلى السفر نحو الدار البيضاء أو مراكش أو أكادير لتلقي العلاج.

كما سيقدم المستشفى خدمات طبية متقدمة في تخصصات حديثة، من بينها الطب النووي وتقنيات التشخيص بالإشعاع الطبي، ما سيمنح المنطقة لأول مرة بُنية علاجية وتجهيزية بمواصفات جامعية متكاملة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.