افتتح رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم الاثنين مصنع جديد لمجموعة LEONI الألمانية بمدينة أكادير، المتخصص في تصنيع الكابلات الخاصة بصناعة السيارات. يمثل هذا الحدث خطوة مهمة في التنمية الصناعية لجهة سوس ماسة ويعزز مكانة المغرب كمركز صناعي ولوجستي على المستوى الإفريقي والدولي.
خلال كلمته، أكد السيد أخنوش على أهمية هذا المشروع في إطار الرؤية الاستراتيجية التي رسمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجهة سوس ماسة. حيث أكد جلالته، بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، أن “أكادير أصبحت اليوم المركز الحقيقي للمغرب”، داعيًا إلى جعل هذه المنطقة قطبًا اقتصاديًا يربط بين شمال وجنوب البلاد.
يمثل مصنع LEONI استثمارًا بقيمة 932 مليون درهم، ومن المتوقع أن يوفر أكثر من 3000 فرصة عمل مباشرة، مما يساهم في الاستراتيجية الوطنية للتشغيل. يأتي هذا المشروع في إطار خطة أوسع لتطوير استثمارات المجموعة الألمانية في المغرب، تمتد حتى عام 2027، بهدف خلق 7100 فرصة عمل إضافية عبر المملكة.
تعزيز صناعة السيارات المغربية
يواصل المغرب تعزيز مكانته كـرائد إفريقي في صناعة السيارات، حيث تبلغ طاقته الإنتاجية الحالية 700 ألف سيارة سنويًا، مع هدف الوصول إلى مليون سيارة سنويًا بحلول عام 2030. يمثل قطاع السيارات بالفعل المصدر الأول للصادرات الوطنية، حيث بلغ حجم مبيعاته 115.4 مليار درهم (حوالي 12 مليار دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بزيادة قدرها 7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
يتخصص مصنع LEONI في إنتاج الكابلات الخاصة بالسيارات الحرارية والكهربائية، مما يعزز سلسلة القيمة المحلية ويضع المغرب كفاعل رئيسي في التحول نحو التنقل الكهربائي. تأتي هذه المبادرة بالإضافة إلى الجهود المبذولة في إنتاج البطاريات الكهربائية، وهو قطاع يشهد توسعًا كبيرًا على المستوى الوطني.
أكادير، قطب صناعي في تطور مستمر
تتمتع جهة سوس ماسة، وخاصة مدينة أكادير، ببنيات تحتية حديثة ونظام صناعي متنامٍ. يشهد افتتاح مدينة المهن والكفاءات بالقرب من مصنع LEONي على التزام الحكومة بتكييف التكوين المهني مع احتياجات المقاولات.
كما يجري العمل على عدة مشاريع هيكلية لتعزيز جاذبية المنطقة، بما في ذلك:
- توسعة ميناء أكادير لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الاستيراد والتصدير.
- توسعة مطار أكادير، الذي من المتوقع أن يستقبل 6.3 مليون مسافر سنويًا.
تندرج هذه المبادرات ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى جعل أكادير قطبًا اقتصاديًا ولوجستيًا من الطراز الأول، قادرًا على جذب الاستثمارات الدولية والمشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية للمغرب.
نموذج لتلاقي السياسات العمومية
أشاد رئيس الحكومة بالتعاون بين السلطات المحلية والمركز الجهوي للاستثمار والشركاء من القطاع الخاص، مما مكن من إنجاز هذا المشروع. كما أكد على أهمية الميثاق الجديد للاستثمار والبرنامج الجهوي لدعم الاستثمار، اللذين لعبا دورًا محوريًا في جذب هذا النوع من الاستثمارات.
وفي الختام، أكد السيد أخنوش على التزام الحكومة بدعم المستثمرين ومرافقة المشاريع الهيكلية، من أجل تعزيز تنافسية المغرب على الساحة الدولية.
رشيد محمودي
