ارتفاع الأسعار في رمضان: تحديات تواجه المستهلك المغربي

0 60

في ظل الارتفاع المقلق لأسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان، أطلق علي شطور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلكين، تحذيرًا صارخًا من التأثير السلبي لهذا الارتفاع على القدرة الشرائية للأسر المغربية، التي تعاني أصلاً من ضغوط اقتصادية متزايدة. وأشار شطور إلى مفارقة غريبة: رغم معاناة المستهلكين من هذه الممارسات، إلا أنهم يفتقرون إلى الثقافة اللازمة للمطالبة بحقوقهم.

رمضان: بين الروحانيات وضغوط الأسعار

شهر رمضان، الذي يُعتبر شهر البركة والعبادة، تحوّل أيضًا إلى فترة تشهد ارتفاعًا كبيرًا في إنفاق الأسر. هذا العام، تفاقمت الأزمة مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية مثل اللحوم الحمراء والبيضاء، والأسماك، والخضر، والفواكه. وأكد شطور أن “القدرة الشرائية للمغاربة تراجعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة”، مما يزيد من صعوبة تأمين الوجبات التقليدية لهذا الشهر الكريم.

نقص ثقافة المطالبة بالحقوق

رغم التحديات التي يواجهها المستهلكون، يلاحظ شطور أن المغاربة لا يزالون غير متحمسين لرفع الشكاوى أو المطالبة بحقوقهم. وقال: “المغاربة يفتقرون إلى ثقافة المطالبة بحقوقهم في مجال الاستهلاك”. ولتجاوز هذه المشكلة، تقوم الجمعية بحملات توعية في الشوارع ومن خلال وسائل الإعلام السمعية البصرية، بهدف تعزيز ثقافة الاستهلاك المسؤول، خاصة في رمضان حيث تزداد عمليات الشراء بشكل كبير.

غياب الرقابة وانتشار المضاربة

أشار شطور إلى أن غياب الرقابة الفعالة على الأسعار يفتح الباب أمام بعض التجار والمضاربين لاستغلال الوضع. وطالب الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ضد “حرب الأسعار” التي يشنها بعض المحتكرين والوسطاء الذين يسعون لتحقيق أرباح سريعة على حساب المواطنين. وأكد أن هذه الممارسات تنتهك القانون 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، مما يؤدي إلى تشوهات في السوق وانتشار المنافسة غير العادلة.

مسؤولية المستهلكين أيضًا

بينما يتحمل المسؤولون والفاعلون الاقتصاديون جزءًا من المسؤولية، شدد شطور على دور المستهلكين في هذه الأزمة. وقال: “الشراء العشوائي وغير المدروس يساهم في اختلال توازن السوق”. ودعا المغاربة إلى تبني سلوك استهلاكي أكثر عقلانية، يركز على تلبية الاحتياجات الحقيقية بدلاً من الرغبات غير الضرورية. وأشار إلى أن هذا النهج لن يساعد فقط في استقرار السوق، بل سيقلل أيضًا من الهدر الغذائي، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي يعيشها المغرب، بما في ذلك الجفاف والاعتماد على استيراد القمح.

نحو استهلاك أكثر مسؤولية

توضح الأزمة الحالية التحديات الكبيرة التي يواجهها المستهلك المغربي خلال شهر رمضان. مع استمرار ارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية، أصبح من الضروري تعزيز آليات الرقابة وترسيخ ثقافة استهلاكية أكثر مسؤولية. كما يؤكد علي شطور: “حان الوقت لوضع حد للممارسات الاستغلالية وتعزيز استهلاك أكثر عقلانية واحترامًا لموارد البلاد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.