قام وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أمس الجمعة، بزيارة ميدانية لإقليم كلميم، أشرف خلالها على إطلاق مشاريع تنموية وتدشين أخرى، بمناسبة تخليد الذكرى ال 49 للمسيرة الخضراء المظفرة.
هكذا، وبجماعة تغجيجت، أشرف بركة، مرفوقا بوالي جهة كلميم وادنون، عامل إقليم كلميم، محمد الناجم أبهاي، ونائب رئيسة مجلس الجهة، أحمد ادزيداز، ومنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية، على تدشين وإعطاء انطلاقة أشغال عدة مشاريع. وتم، بالمناسبة، تقديم برنامج تأهيل البنية التحتية الطرقية بالجهة الذي يندرج في إطار اتفاقية شراكة لتنفيذ برنامج التنمية الجهوية 2023-2027 المبرمة بين وزارة التجهيز والماء، ومجلس جهة كلميم واد نون.
ويهدف البرنامج إلى تأهيل مجموعة من الطرق المصنفة، وتأهيل وبناء عدد من المسالك القروية غير المصنفة بكلفة تقدر ب 2.2 مليار درهم تساهم فيها وزارة التجهيز والماء ب 955 مليون درهم، في حين يساهم مجلس الجهة ب 1.3 مليار درهم. كما يروم تحسين الجاذبية الاقتصادية والسياحية لمختلف المجالات الترابية عبر الرفع من مستوى الخدمة وتحسين شروط السلامة الطرقية وذلك عبر تأهيل وعصرنة أزيد من 556 كلم من الشبكة الطرقية الجهوية وصيانة وبناء أكثر من 900 كلم من الطرق القروية بالإضافة إلى إعادة بناء 20 منشأة فنية.
وفي هذا السياق، قام الوزير والوفد المرافق له، بإعطاء انطلاقة أشغال مشروعين من هذا البرنامج، الأول يهم أشغال توسعة وتقوية الطريق الجهوية 102 من النقطة الكيلومترية 670+14 إلى النقطة الكيلومترية 000+35 على طول 20.33 كلم بجماعة تغجيجت وذلك بكلفة مالية قدرها 46.48 مليون درهم، بينما يهم المشروع الثاني بناء منشأة فنية على مستوى واد مكيطع الصفا بالنقطة الكيلومترية 3+500 من الطريق الإقليمية رقم 1302 بجماعة لقصابي بكلفة مالية قدرها 14 مليون درهم.
وفي إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، أشرف بركة على تدشين مشروع توسيع وتقوية الطريق غير المصنفة الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 1 ودوار اكيسل بجماعة أباينو على طول 10 كلم، بمبلغ مالي قدره 10.6 مليون درهم. وبنفس المناسبة، تم أيضا تقديم برنامج تنزيل التدابير المتخذة لمعالجة آثار الفيضانات بجماعتي تغجيجت وأمطضي، والذي يتضمن مجموعة من المشاريع منها بناء السدود، والتزويد بالماء الصالح للشرب بمراكز والدواوير التابعة للجماعتين، وحماية واحة تغجيجت، وتأهيل أنظمة السقي، وإصلاح وتعزيز دعائم حماية الأراضي الفلاحية بضفاف الوديان، وتقوية وتوسيع الطرق، وتأهيل وتقوية الشبكة الكهربائية، وحماية وتنمية الموارد الغابوية. وبجماعة أمطضي(112 كلم عن مدينة كلميم)، تم إعطاء الانطلاقة لمشاريع مبرمجة في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027 .
ويتعلق الأمر بأشغال إحداث قنوات شبكة التزويد بالماء الشروب بمركز ودواوير جماعة أمطضي بكلفة تقدر ب 15.3 مليون درهم، وقنوات شبكة التزويد بالماء الشروب بمركز ودواوير جماعة أداي (15.2 مليون درهم)، وكذا تأهيل وتقوية الشبكة الكهربائية بجماعة أمطضي(2 مليون درهم). كما تم إطلاق أشغال بناء سدين اثنين، هما سد “تازونت” بحقينة تبلغ 5.8 مليون متر مكعب(32 مليون درهم)، وسد “واد أصفاو” بحقينة 7.2 مليون متر مكعب (29 مليون) وذلك بتمويل من مجلس الجهة. وتم أيضا تقديم مشاريع ضمن برنامج تنزيل التدابير المتخذة لمعالجة آثار الفيضانات بجماعة أمطضي، وذلك من طرف القطاعات الحكومية المعنية (فلاحة، مياه وغابات، صحة، حوض مائي، تنمية الواحات، قطاع كهرباء، وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية).
بخصوص قطاء الماء، تم تقديم برنامج إنجاز أثقاب استكشافية برسم سنة 2024 (3 ملايين درهم)، بالإضافة إلى ثقب عميق بعمق يفوق 500 متر لتأمين التزود بالماء الصالح للشرب لمركز بويزكارن، وكذا برنامج يتعلق بإنجاز سبعة عتبات للتطعيم الاصطناعي للفرشات المائية بكلميم بكلفة إجمالية تقدر ب 12 مليون درهم. أما بخصوص مشاريع الحماية من الفيضانات، تم، تخصيص أزيد من 25 مليون درهم، منها 14 مليون درهم لحماية مركز أمطضي، و11 مليون درهم لحماية دوار دودرار بجماعة تغجيجت وواد “تلات أحمال” .
وتم أيضا تقديم مشاريع لقطاعات أخرى، ويتعلق الأمر بحماية وتنمية الموارد الغابوية بجماعة أمطضي (5.6 مليون درهم)، وتهيئة الطرق بنفس الجماعة (3 مليون درهم)، وتنقية الأودية من مخلفات سيول الفيضانات على مستوى جماعتي أمطضي وتغجيجت (2 مليون درهم)، وكذا مشروع تأهيل وتقوية البنية الهيدروفلاحية بالجماعتين (9.8 مليون درهم)، ومشروع إعادة تهيئة وتوسيع المركز الصحي القروي المستوى الأول بمركز أمطضي (1.9 مليون درهم). وبالمناسبة ذاتها، قام الوزير والوفد المرافق له، بتسليم سيارة رباعية الدفع لفائدة فرقة شرطة المياه التابعة لمصالح وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون، وذلك لتمكينها من القيام بمهامها المتعلقة بمراقبة وحماية الملك العام المائي وللتصدي للحفر العشوائي للآبار بدون رخص وكذلك عملية الترامي على الملك العام المائي.
وأكد بركة، في تصريح للصحافة، على أهمية هذه المشاريع والبرامج المهيكلة التي تم إعطاء انطلاقتها في جهة كلميم وادنون، ومنها الطرق، والتي تندرج في إطار برنامج إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات الرامي إلى إعادة بناء الطرق والقناطر المتضررة من الفيضانات، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تأتي في إطار الشراكة مع الجهة بهدف تقوية وتنمية البنيات التحية التي سيكون لها وقع جد مهم من أجل تحسين جاذبية الاستثمارات الوطنية والخارجية وأيضا فك العزلة على عدة أقاليم بالجهة.
وأشار بركة إلى أنه بالإضافة إلى البنيات التحتية الطرقية هناك أيضا بعد أساسي ضمن هذه الشراكة يتمثل في بناء السدود التلية من خلال برنامج يتضمن إنشاء 8 سدود إذ أعطيت الانطلاقة لبناء سد في كل إقليم من أقاليم الجهة، مبرزا الدور المهم لهذه السدود في حماية الساكنة من الفيضانات وفي تطعيم الفرشة المائية. وأضاف أنه يتم العمل أيضا على بناء عتبات ستمكن من ضمان سدود باطنية ستضمن الاستمرارية وتطعيم الفرشة المائية بهدف إحياء الواحات من جديد بأقاليم الجهة، بالإضافة إلى أهمية الشرطة المائية التي تم تعزيزها بالتجهيزات الضرورية حتى تقوم بأدوارها طبقا للتوجيهات الملكية السامية، فضلا عن العديد من المشاريع الأخرى المندمجة في عدة مجالات كالفلاحة والمياه والغابات والصحة، وكل ذلك، يضيف الوزير، من أجل تقريب الخدمات الاجتماعية والعمومية للمواطنين وخلق فرص شغل وتحسين الجاذبية لجلب الاستثمارات، والعمل على النهوض بالاقتصاد الاجتماعي.
من جهته، أكد أحمد ادزيداز، نائب رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون، على أهمية هذه المشاريع التنموية التي تم إطلاقها بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مضيفا ان الهدف من إطلاق هذه المشاريع التي تهم بالأساس، الطرق والماء الصالح للشرب وبناء السدود، هو توفير الماء الشروب للساكنة والحد من خطورة الفيضانات. وبالجماعة ذاتها، قام الوزير والوفد المرافق له، بزيارة للقافلة الطبية متعددة التخصصات (6-8 نونبر) التي نظمتها المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية، ومجلس جهة كلميم وادنون، وذلك لفائدة أزيد من 1200 مستفيدا من ساكنة الجماعة وباقي الجماعات المجاورة. وشملت هذه القافلة، التي نظمت بشراكة مع الجمعية المغربية الطبية للتضامن، وجمعية أيدي في أيدك للتعاون، وعبأت طاقما مكونا من 80 فردا من أطباء متخصصين، وأطباء عامين، وممرضين وتقنيين وإداريين، عدة تخصصات منها طب جراحة العيون، والقلب والشرايين، والغدد والسكري، والجراحة العامة.