إفريقيا تدعو إلى خطط مناخية وطنية طموحة لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص العمل

0 37

مع اقتراب المواعيد النهائية لجميع الدول الأطراف في اتفاق باريس للمناخ لتقديم خططها الوطنية الجديدة، تشجع الأمم المتحدة الدول الإفريقية على تقديم المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) باعتبارها فرصة لتعزيز اقتصاداتها وتحسين مستويات المعيشة على مستوى القارة.

وقال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ:

“الخطط المناخية الوطنية القوية هي خرائط طريق لاقتصادات أقوى، ووظائف أكثر، ومستويات معيشة أعلى. هذه الخطط تفتح الباب أمام صناعات جديدة، واستثمارات ضخمة، وطاقة نظيفة ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع، وبنية تحتية أكثر مرونة في مواجهة الكوارث المناخية.”

وأضاف ستيل:

“إفريقيا ليست فقط في الخطوط الأمامية لتأثيرات المناخ، بل هي أيضًا في طليعة الحلول. نشهد في مختلف أنحاء القارة إمكانات هائلة وابتكارات تقلل من التلوث وتبني اقتصادات أكثر مرونة. الخطط المناخية القوية هي المفتاح لتحويل هذا الإمكان إلى نتائج اقتصادية ملموسة، بما في ذلك خلق ملايين الوظائف الجديدة.”

أمثلة من القارة
  • جنوب إفريقيا: تركز خططها على الانتقال العادل من الفحم إلى الطاقة النظيفة، بما يحمي العمال والمجتمعات. وقد دعمت الشراكات الدولية هذا التحول بزيادة الاستثمارات من 8.5 إلى 11.6 مليار دولار أمريكي، لتطوير مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز الأمن الطاقي.

  • نيجيريا: تتبنى استراتيجية شاملة تربط العمل المناخي بـ خلق فرص العمل، والحد من الفقر، وتحسين الوصول إلى الطاقة. أكثر من 85 مليون شخص لا يملكون الكهرباء، ما يجعل مشاريع الطاقة الشمسية اللامركزية ضرورية. ومن المتوقع أن توفر الطاقة الشمسية واسعة النطاق حوالي 33,905 وظيفة خضراء مباشرة بحلول 2030، في حين يعمل قطاع الميكرو-سولار على توظيف الشباب كـ “ضباط طاقة”. كما أعاد مشروع الجدار الأخضر العظيم تأهيل أكثر من 5 ملايين هكتار، وتوفر غابات المانغروف الكبيرة مخازن للكربون وحماية من الفيضانات. ويهدف الخطة المناخية المستقبلية لنيجيريا إلى خلق ملايين الوظائف الخضراء بحلول 2035 والاستفادة من سوق الطاقة النظيفة العالمية الذي يقدر بـ 2,200 مليار دولار.

  • المغرب: أصبح رائدًا إقليميًا في الطاقة المتجددة، مع مجمع ورزازات الشمسي، أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، مثالًا على تحقيق طموحات وطنية لإنتاج طاقة نظيفة على نطاق واسع.

  • مبادرات قارية: فعاليات مثل أسبوع المناخ في إثيوبيا وNAP Expo في زامبيا أبرزت حلولاً مبتكرة قابلة للتكرار في القارة والعالم، من الزراعة المستدامة إلى الطاقة المتجددة والبنية التحتية المقاومة للكوارث.

إفريقيا تقود الطريق

تزايد الزخم المناخي في إفريقيا يتجلى من قمة المناخ الإفريقية في أديس أبابا، حيث أكد القادة على أن العمل المناخي يجب أن يكون محركًا للاستثمار والتنمية. كما أعادت إعلان نيروبي 2023 التأكيد على دور القارة كمصدر لحلول عالمية.

من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يمكن للدول بناء سلاسل إمداد إقليمية مرنة، تصدير المنتجات والخدمات الخضراء، وتعزيز الازدهار المشترك.

التمويل المناخي: أولوية أساسية

التمويل المناخي يظل عنصرًا محوريًا لتمكين الدول النامية والهشة من تنفيذ خطط مناخية أقوى. وفي COP29 بأذربيجان، تم الاتفاق على رفع التمويل إلى 300 مليار دولار سنويًا، مع خطة لزيادة التمويل إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول 2035 في COP30 بالبرازيل.

تعتبر الأمم المتحدة هذا التمويل استثمارًا في العدالة المناخية والفرص الاقتصادية، وليس مجرد مساعدات، لتحويل الطموحات المناخية إلى نتائج اقتصادية ملموسة وتقوية الاقتصاد القاري والمشاركة في الاقتصاد العالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.