أوتاوا تحتفل بيوم إفريقيا: المغرب يدعو إلى شراكة مستدامة بين كندا والقارة الإفريقية

0 59

احتضن البرلمان الكندي مؤخرًا فعاليات الاحتفال بيوم إفريقيا في العاصمة أوتاوا، في حدث دبلوماسي وثقافي بارز شهد مشاركة مغربية متميزة، حيث جدد المغرب دعوته لإرساء شراكة متينة ومستدامة بين كندا وإفريقيا، تقوم على مبادئ التنمية الشاملة والاندماج السوسيو-اقتصادي.

شارك في هذا اللقاء عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بكندا، من بينهم سفيرة المملكة المغربية لدى كندا، السيدة سوريا عثماني، حيث تم عرض مجموعة من المبادرات العملية والتوصيات الاستراتيجية، تناولت قضايا محورية أبرزها: الفلاحة التجديدية، إدماج الشباب، ريادة الأعمال النسائية، والحلول الطاقية المبتكرة.

كما أكد المتدخلون على أهمية الاستثمار في القطاعات الحيوية، كالأمن الطاقي، الأمن السيبراني، الصناعات الغذائية، التكوين المهني، والبنيات التحتية، مشددين على ضرورة دعم النساء المقاولات، خاصة في إطار الاقتصاد الدائري الذي يعزز تثمين المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام.

وفي ندوة خاصة حول “خلق الثروة وهجرة الأدمغة”، تبادل خبراء وأكاديميون، من ضمنهم فتيحة الشرادي، المديرة العامة لفرع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بكندا، وسعاد المالم، الرئيسة التنفيذية لشركة Systemix، وجهات النظر بشأن التحديات البنيوية التي تُعيق استغلال الإمكانيات الهائلة للقارة الإفريقية، رغم ما تزخر به من طاقات بشرية وموارد طبيعية.

وتم توصيف هجرة الأدمغة باعتبارها نزيفًا مزدوجًا في الرأسمال البشري والاقتصادي، داعين إلى إزالة الحواجز الإدارية أمام تنقل الكفاءات الإفريقية، وتشجيع المشاريع ذات القيمة المضافة محليًا. كما تم التأكيد على دور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في تمكين النساء وتحقيق تنمية ذاتية ومستدامة.

من جانبه، نوه النائب الفدرالي الكندي روبرت أوليفانت بالجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الكندية-الإفريقية، مشيرًا إلى أن “استراتيجية كندا-إفريقيا”، التي كان من بين مهندسيها، تنسجم مع أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، وتهدف إلى ترسيخ شراكة قائمة على الندية والتعاون المشترك.

بدورها، سلطت السيناتورة أمينة جربا، الرئيسة المشاركة لجمعية الصداقة البرلمانية الكندية-الإفريقية، الضوء على إسهامات الجاليات الإفريقية في كندا في مجالات الابتكار والثقافة وريادة الأعمال، داعية إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية بين كندا ودول القارة.

واختُتمت فعاليات هذا اليوم الإفريقي بعرض متميز للفن والثقافة المغربية، تمثل في أداء موسيقي لمجموعة كناوة، ومعرض للحرف التقليدية والأزياء المغربية، أبرز غنى وتنوع التراث المغربي الأصيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.