أخنوش: المغرب يعزز دوره في تسريع الاندماج الاقتصادي الإفريقي عبر ZLECAF

0 25

شهدت بمدينة مراكش، اليوم، أشغال الدورة الثانية من منتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

وأكد رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، خلال كلمته الافتتاحية، أن هذه الدورة تنعقد في سياق إفريقي يتطلب “الانتقال من منطق الاتفاقيات إلى منطق الإنجاز الفعلي”، مشدداً على أن ZLECAF ليست مجرد آلية لتخفيف الحواجز الجمركية، بل مشروع شامل للتحول الاقتصادي للقارة.

أرقام مقلقة… وأخنوش يطرح سؤال الجدوى

وقال أخنوش إن الأرقام الحالية “تتحدث بوضوح”: فالقارة الإفريقية، التي تمثل 16% من سكان العالم، لا تتجاوز حصتها 3% من التجارة العالمية، بينما لا تشكل التجارة البينية داخل القارة سوى 16% من مجموع المبادلات، مقارنة بأكثر من 60% داخل أوروبا وآسيا.

وأشار إلى أن صادرات المغرب نحو إفريقيا، رغم تجاوزها حاجز 30 مليار درهم خلال السنوات الماضية، لا تمثل سوى 7% من إجمالي التجارة الخارجية للمملكة، “وهو رقم يحتاج إلى مضاعفة الجهود لتوسيعه”.

ZLECAF… رؤية تكاملية تتجاوز البعد التجاري

وأوضح السيد أخنوش أن منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تشكل “منظومة متكاملة”، تشمل تحرير السلع والخدمات، والاستثمار، والمنافسة، والملكية الفكرية، إضافة إلى التجارة الرقمية وتمكين النساء والشباب.

كما أكد أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، يظل ملتزماً بشكل راسخ بتطوير البنيات التحتية واللوجستية والبنكية والرقمية التي تسهّل التبادل الحر وتحقيق اندماج اقتصادي متين داخل القارة.

مشاريع استراتيجية لتعزيز التكامل القاري

وشدد رئيس الحكومة على أن المغرب يترجم التزامه الإفريقي من خلال مشاريع كبرى، من بينها:

  • المبادرة الملكية للدول الإفريقية الأطلسية ودول الساحل، التي تضع الموانئ والقدرات اللوجستية المغربية في خدمة 23 دولة مطلة على المحيط الأطلسي، إضافة إلى دول الساحل غير الساحلية.

  • مشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، الذي يمتد على 6000 كلم عبر 13 دولة، معتبراً إياه “بنية استراتيجية تؤسس لإقلاع صناعي مشترك في قطاعات الأسمدة والبتروكيماويات والصناعات الغذائية ومواد البناء”.

التمويل.. الحلقة التي لا يكتمل الاندماج بدونها

وأوضح أخنوش أن التكامل الاقتصادي الإفريقي لا يمكن أن يتطور بدون حلول تمويلية مبتكرة، مبرزاً دور:

  • القطب المالي للدار البيضاء كمنصة قارية لتمويل المشاريع،

  • البنوك المغربية المنتشرة في أكثر من 20 دولة إفريقية،

  • انضمام بنك المغرب إلى نظام الدفع الإفريقي PAPSS، الذي يُعد خطوة محورية نحو الدفع بالعملات المحلية وتسريع معاملات التجارة البينية.

آفاق اقتصادية ضخمة تنتظر القارة

وأبرز رئيس الحكومة أن تقارير البنك الدولي ودراسات الأثر تتوقع أن يرفع الاندماج الكامل لـZLECAF بحلول عام 2035:

  • الدخل الحقيقي لإفريقيا بنحو 7%، أي 450 مليار دولار إضافية،

  • وزيادة الصادرات داخل القارة بأكثر من 80%،

  • فضلاً عن خلق ملايين مناصب الشغل وتحسين سلاسل القيمة الإفريقية.

تحديات قائمة… ودعوة لتجاوز الحواجز غير الجمركية

وأشار أخنوش إلى أن نجاح منطقة التجارة الحرة يتطلب “التزاماً صارماً” بجداول إلغاء الرسوم الجمركية، والأهم معالجة الحواجز غير الجمركية، مثل كثرة المراقبات التقنية والإجراءات غير الشفافة والوثائق المبالغ فيها، التي “لا تزال تعطل انسيابية التجارة”.

“إفريقيا لا تحتاج لمن يخبرها بأنها قارة المستقبل”

وختم رئيس الحكومة كلمته بالتأكيد على أن المغرب، تماشياً مع الرؤية الملكية، سيواصل تحمل مسؤوليته في إنجاح الورش القاري، مضيفاً:
“إفريقيا لم تعد بحاجة لمن يؤكد أنها قارة المستقبل، بل تحتاج إلى أن نعمل جميعاً لجعل هذا المستقبل واقعاً ملموساً”.

ودعا إلى جعل منتدى مراكش “محطة مفصلية تنتقل فيها ZLECAF من الطموح إلى التنفيذ”، مستشهداً بقول جلالة الملك محمد السادس أمام قمة الاتحاد الإفريقي سنة 2017:
“لقد حان الوقت لكي تستفيد إفريقيا من ثرواتها.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.