أكد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر العلمي أن قطاع صناعة الطيران يعتبر قاطرة حقيقية للاقتصاد الوطني ومنصة لاستعراض مهارات المهندسين المغاربة وكبار التقنيين
وأفاد العلمي، خلال تدخله في لقاء نظمته الوزارة عن بعد حول “المنظومة الاقتصادية لقطاع الطيران” أنه رغم تأثر النقل الجوي بسبب الجائحة بنسبة 80 في المائة، إلا أن المغرب لم يتأثر كباقي دول العالم، وأبان عن قدرة استثنائية للتكيف مع الأزمة”.
وعلى مستوى الاندماج، أي الاعتماد على أجزاء مصنعة محلياً، كشف وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر أن المعدل بلغ السنة الماضية حوالي 38 في المائة، متجاوزا بذلك الهدف الأولي 35 في المائة المحدد في مخطط التسريع الصناعي.
وأضاف العلمي خلال هذا اللقاء الرقمي الذي شهد مشاركة ممثلين لشركات وطنية ودولية عاملة في قطاع صناعة الطيران قائلاً: “صنع 38 في المائة من طائرة كاملة أمر نادر؛ فحتى الدول المتقدمة تحقق أقل من ذلك، لأنها تتعاقد خارجيا.. اليوم، كل طائرة تجارية تطير في سماء كوكبنا تضم على الأقل قطعة واحدة تم تصنيعها في المغرب، إنه عنصر أساسي يبعث على الفخر”.
وفي هذا الصدد، أكد المسؤول الحكومي ذاته أن “المغرب تمكن في تطوير منظومة صناعية خاصة بالطيران في العشرين سنة الماضية”، مشددا على أهمية التكوين الذي يعتبر عنصرا مهما لتوفير موارد بشرية مؤهلة التي هي بمثابة قلب المنظومة الصناعية.
ونجح المغرب في تجاوز جنوب إفريقيا لاحتلال المرتبة الأولى إفريقيا على مستوى صناعة الطيران، وأورد العلمي في هذا الصدد أن هناك فاعلين كبارا اتخذوا قرارات إستراتيجية خلال أزمة “كورونا” للتعامل مع المغرب، ومن المرتقب أن يتم الكشف عن إعلانات إستراتيجية في هذا الصدد في غضون الأشهر المقبلة.
وذكر الوزير، أن المملكة أصبحت مع مرور السنين فاعلا قويا وذا مصداقية في هذا المجال إلى جانب الدول الكبرى.
وحسب المعطيات التي قدمها وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر، فإن 142 مقاولة تشتغل في قطاع الطيران بالمغرب، وقد سجلت مناصب الشغل في هذا القطاع خلال السنة الماضية تراجعا بحوالي 10 في المائة مقابل 43 في المائة المسجلة على المستوى الدولي.
وعلى مستوى رقم المعاملات في التصدير، ذكر المسؤول الحكومي أن قطاع صناعة الطيران المغربي سجل تراجعا ناهز 29 في المائة مقابل 50 في المائة المسجلة على المستوى الدولي
وأكد المتدخلون في اللقاء أن الوصفة الرابحة التي تقف وراء هذا النجاح تكمن في العمل سويا، “مع الدولة والتكوين المهني ومختلف المتدخلين، مشيدين في سياق حديثهم بكفاءة مجموع الشباب المشتغل في القطاع.
وبالنسبة لآفاق القطاع اعتبر المتدخلون أن سنة 2020 ستكون جيدة، بالنظر إلى أن لمصنعي الطائرات إيرباص وبوينغ دفتر طلبات لأكثر من 8 سنوات من الإنتاج لكل منهما في نهاية 2019.
وكان اللقاء الذي شهد مشاركة كبار المسؤولين في الشركات في هذه الصناعة، مناسبة للوقوف على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لصناعة الطيران في المغرب، وتقدم المملكة في هذا المجال، وأيضا الآفاق التنموية.
يشار إلى أن صادرات القطاع سجلت في نهاية نونبر 2020 ، انخفاضا بنسبة 30.1 في المائة أي 4.7 ملايير درهم. وتجاوزت الصادرات المغربية 11 مليار درهم بقليل مقابل 15.8 مليار درهم في 2019.