أكد مشاركون في ندوة حول تطوُّر القطاع الصناعي بالمغرب، نُظمَت في إطار المعرض العالمي “إكسبو دبي 2020” أن المملكة أضحت منصة صناعية تمَكنت من اكتساب تنافسية عالمية.
وأضاف المشاركون والمتدخلون خلال هذه الندوة التي توزّعَت على ورشتَيْن؛ تمحورت الأولى حول ”قصة نجاح قطاع الصناعة بالمغرب” ، والثانية حول “فرصة لوجهة أعمال سريعة النمو”، أن المملكة شهدت خلال العشرين سنة، بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس، بروز قطاع صناعي آخِذٍ في النمو ، ارتكز في البداية على دعامتيْن تتمثلان في صناعة السيارات وصناعة الطيران، قبل أن يتعزز بالصناعات الدوائية والصيدلانية، التي برزت ضرورتها بعد ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد.
صناعة السيارات.. “قصةُ نجاح مغربية”
أبرز المشاركون في الورشتَيْن اللتيْن أخذ الكلمة خلالهُما خبراء وفاعلون اقتصاديون مغاربة وأجانب، أن هذا القطاع حقق، انسجاما مع رؤية مَلكية بعيدة المدى، وارتكازاً على سياسة ومخطط التسريع الصناعي PAI ، طفرة نوعية ونجاحاً فاق كل التوقعات؛ مما بوّأه مكانة بارزة في النسيج الصناعي الوطني، ومكوّناً رئيسيا ضمن المنتوجات الخالية من الكربون، الموجهة للتصدير، مؤكدين أن هذا القطاع الذي أبان عن متانته في زمن الجائحة، فاق رقم معاملاته 80 مليار درهم سنة 2019، كما أتاح فرصة خلق أزيد من 160 ألف منصب شغل.
ضمن هذا الإطار، قدّم كريستيان شابيل، نائب رئيس شركة (بي. إس. أ) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، خلال اللقاء تجربة مصنع ”بوجو سيتروين” الموجود بالقنيطرة الذي يُنتج سيارات من نوع ” بوجو 208 ”، وقريبا OPEL (روكس إي) ، وهما سيارتان تعملان مائة في المائة بالكهرباء، مستعرضا، دور ومهام المركز التقني لصناعة ومعدات السيارات بالدار البيضاء ، والذي أحدثته مجموعة “ستيلانتيس “، لصناعة السيارات، وأيضا مصنع فورد الذي يتوفر على أكثر من ألف مهندس.
صناعة الطيران.. ريادة مغربية إفريقياً وعربياً
أبرز المتدخلون أن المغرب أصبح رائداً في هذا القطاع على المستويين الإفريقي والعربي؛ حيث استطاع أن يشكل منصة تنافسية على أبواب أوروبا بفضل عزيمة قيادته الحكيمة وتفاني شبابه، وحرصه على اكتساب مهارات التكنولوجيا المتقدمة، مؤكدين أن المملكة المغربية، أضحت -في السنوات الأخيرة- أرضيةً لجذب استثمارات عمالقة الطيران في العالم، بالنظر إلى البنيات التحتية الصناعية الهامةالتي يوفرها والمُستجيبة للمعايير الدولية، فضلاً عن يد عاملة متخصِّصة ومؤهَّلة وبيئة استثمارية ملائمة.
في هذا السياق، أبرز حميد بنبراهيم الأندلسي، رئيس مجلس إدارة شركة الطيران (ceo )، الرئيس التنفيذي لمركز التدريب الجوي (IMA) طموحات المملكة المغربية خلال العشرين سنة القادمة التي يُتوقع خلالها بناء 40 ألف طائرة في العالم، مشيرا الى أنه من المنتظر أن يتجاوز رقم المعاملات في هذا القطاع ثمانية آلاف مليار دولار؛ مضيفاً أن “المغرب لديه عزيمة وإصرار على أن يكون طرفًا في هذه الصناعة التي تعتمد على مواصفات خالية من الكربون“.
صناعة الأدوية .. كوفيد يُسرّع الوتيرة ويجعل منها “ضرورة”
أما في الشق المتعلق بصناعة الأدوية، فأبرز المتدخلون النجاحات التي حققتها المملكة في هذا القطاع، مُشِيرينَ إلى أن جائحة كوفيد-19 ، أكدت بالملموس ضرورة التوفر على صناعة صيدلانية محلية من أجل ضمان الحماية الصحية.
وجاء في المداخلات أن الصناعة الصيدلانية المغربية، قد تمَكّنت من تحقيق الحماية الصحية على مستوى كل الأدوية اللازمة التي صنعت في المغرب، معتبرين أنه يحق اليوم للمغرب، الذي يتوفر على مصانع من الطراز الرفيع تُصدّر الأدوية إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأيضا في المستقبل القريب إلى كل من روسيا والاتحاد الأوروبي، أن يفخر بالجودة العالية لمنتوجاته في هذا القطاع والتي تستجيب للمعايير العالمية.
ويشارك المغرب في المعرض الدولي “إكسبو دبي 2020 ”، ضمن أكثر من 190 دولة ، بجناح ضخم يعكس تنوعه ، ويستعرض الإنجازات الاقتصادية والثقافية والعلمية ،لمملكة عريقة ضاربة جذورها في التاريخ .
ويشكل الجناح المغربي في هذا الحدث العالمي، منصة لتقاسم رؤية المملكة الاستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة، وفضاء للوقوف على الإرث الحضاري، لأمة ذات تاريخ ألفي، وبحكم تموقعه في قلب “منطقة الفرص” القريبة مـن جنـاح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحـدة، يقدم الجناح فضلا عن معرض دائم، برمجة فنية، وثقافية، واقتصادية وعلمية متنوعة، وغنية وملهمة.
فيديو.. شاهد جناح المغرب في إكسبو 2020 دبي: مِرآةٌ تعكس تراث المملكة ومستقبلها
ويجدر بالإشارة أن المشاركة المغربية دعوة زوار المعرض إلى اكتشاف أو إعادة اكتشاف المملكة وتاريخها وهويتها وكفاءتها وإنجازاتها الملموسة ، وذلك تحت شعار ” موروث للمستقبل .. من الأصول الملهمة إلى التنمية المستدامة ”.
IDM ARABIA / يوسف يعكوبي
avec MAP