“دايم المغرب”.. الـAMITH تكشف رؤيتها لتثمين قطاع النسيج في أفق 2035

ترتكز الرؤية التي تتبناها الجمعية على أربع دعائم تنموية تتمثل في: المرونة، الابتكار، الجودة، والمسؤولية البيئية.

0 1٬319

بهدف إعادة التوَهُّج لقطاع صناعة النسيج المغربي والنهوض به على المستوى العالمي، قدّمت الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة (AMITH) رؤيتها لتطوير “قطاع النسيج 2035 – رؤية وقناعات”؛ إذ تُمثل هذه الرؤية “خارطة طريق حقيقية للسنوات المقبلة، تسعى إلى الجمع بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع حول أهداف مشتركة”.

وقد جرى الكشف عن تفاصيل هذه الرؤية ومحاور عَملها، في ندوة صحافية عُقدت اليوم الثلاثاء 30 نونبر 2021 بالدار البيضاء، من طرف جليل الصقلي، نائب رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، وفاطمة الزهراء العلوي، المديرة العامة للجمعية.

بلاغ صحافي صادر عن الـAMITH بمناسبة تقديم “رؤية 2035″، كشَف أن “عدد المقاولات التي تشتغل في صناعة النسيج في المغرب، قد بَلغ خلال سنة 2019، ما مجموعه 1628 مقاولة، تُشغّل 189 ألف شخص”، في حين تحقيق “رقم معاملات تبلغ قيمته 50.48 مليار درهم و36.5 مليار درهم خاصة بالتصدير”.

وأوضح البلاغ، الذي حصلت “مجلة صناعة المغرب” على نسخة منه، أن الزخم التصاعدي لصادرات قطاع النسيج والملابس الذي بدأ منذ سنة 2010، شهِد “تراجعا ملحوظا ارتباطا بالأزمة الناتجة عن الوباء منذ بداية 2020. ليؤكد أنه “نتيجة لذلك، تراجعت قيمة صادرات المغرب من 36.5 مليار سنة 2019 إلى 29.8 مليار سنة 2020، حيث أن معظم هذه الصادرات كانت موجهة بالخصوص إلى السوق الفرنسي والإسباني”.

والواقع أن قطاع النسيج والألبسة كان في عِداد المتضررين “بسبب إلغاء الطلبات وانخفاض حاد للطلب في أسواق التصدير الرئيسية، وإغلاق المصانع وغيرها من الأسباب التي حالت دون سَيْر القطاع في مساره السليم، وكُلّ ذلك أثر سلباً على الشركات والموظفين في القطاع”؛ تُسجّل الجمعية المغربية الرائدة في الدفاع عن قطاع النسيج والألبسة وتثمينه.

وبعد سنتين من المراقبة وتتبُّع التغيرات التي شهدها قطاع النسيج والألبسة، وجمع المعلومات من أرض الواقع بالتشاور مع الأعضاء المهنيّين والشركاء، وضعت الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة رؤية جديدة تتماشى مع مضامين النموذج التنموي الجديد للمغرب، عبارة عن “مُؤلَّف” يتضمن رؤيتها التنموية لقطاع النسيج في أفق 2035.

وترتكز الرؤية التي تتبناها الجمعية – يضيف المصدر ذاته – على أربع دعائم تنموية تتمثل في: المرونة، الابتكار، الجودة، والمسؤولية البيئية.

وتطمح AMITH في أفق 2035 إلى زيادة قيمة الصادرات المغربية إلى 60 مليار درهم، وزيادة حصة الصادرات المغربية في أسواق أمريكا الشمالية وشمال أوروبا بنسبة  20% على مجموع الصادرات، كما تهدف أيضا إلى زيادة حصة الإنتاج في المقاولات المشتركة والمنتجات النهائية من 35% إلى 60 % بحلول سنة 2035، وعلى الصعيد المحلي، يتمثل الهدف خلال 14 سنة المقبلة، في زيادة الحصة السوقية للمُصنّعين المغاربة إلى 40%.

ومن أجل تحقيق الأهداف التي سطرتها، دعت الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة مِهنيّي القطاع إلى “الاعتماد على دور الاقتصاد الدائري من خلال الرؤية الجديدة “دايم المغرب: “صناعة النسيج المغربية التي تستفيد من خبرتها التاريخية في تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها”؛ يُفصّل البلاغ.

واعتبرت الجمعية أن “دايم المغرب” هي الرؤية الجديدة للنسيج والألبسة المغربية التي تغطي الأسواق المحلية والدولية. بينما تشكل الرؤية استراتيجية ودليلاً شاملاً لقطاع النسيج المغربي ومكوناته المختلفة، وفرصة حقيقية للقطاع من أجل التسريع بتنميته وفقا للقيم الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والزمنية أيضاً.

هذه الرؤية تهدف إلى دعم فرص العمل في قطاع النسيج والملابس وخلق ما مجموعه 50 ألف منصب شغل بحلول سنة 2025، وضمان ظروف عمل مُثلى للموظفين في القطاع، وأن تصبح معيارا في مجال الإنتاج الملائم للبيئة، مع استعادة السوق المحلية وتعزيز أداء المغرب فيما يخص التصدير عن طريق دخول أسواق جديدة.

وبغية تحقيق ذلك، تعتمد الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة على 10 قرارات تشمل تكوين وتطوير مهارات جديدة، إحداث أقطاب “Textile Valley” متكاملة المُكرَّسة لصناعة النسيج.

وفي هذا الصدد، وبحلول سنة 2035، توصي الجمعية بإنشاء مُجَمّعَيْن تجريبيَيْن بيئيين مبتكرَيْن في كل من مدينتَيْ الدار البيضاء وطنجة، تمتد مساحة كل واحد منهما على 100 هكتار، بهدف استضافة الاستثمارات المقبلة، في حين يتمثل القرار الرابع بإدراج المشغلين غير الرّسمِيِين عبر العمل مع جهات المملكة، لتوفير أماكن صناعة مناسبة، أما القرار الخامس؛ فيتمثل أساسا في إعطاء دفعة للشركات الناشئة المبتكرة في هذا القطاع ومواكبة الشركات الوطنية في مرحلة التحول إلى العالم الرقمي.

أما فيما يخص “اللمسة المغربية -la Moroccan touch”، تسعى الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة إلى خلق علامات تجارية مغربية، تقوم على الابتكار والإبداع، وتدعو أساسا إلى إحداث عروض تمويل مكيفة على حسب الطلب.

كما تسعى الجمعية -أيضاً- إلى دعم التكامل الأولي المرتبط بسلسلة قيمة النسيج عبر تنفيذ عدة تدابير ملموسة تشمل عروض التمويل والحوافز الضريبية وخفض التكاليف أيضا. واعتمادا على رؤية “دايم المغرب”، فقد ” اختار قطاع النسيج والألبسة اللجوء إلى خيار الاستدامة والقدرة التنافسية عبر اغتنام الفرص المتاحة له، ما يمثل فرصة حقيقية لنسيج طبيعي ومستدام ومسؤول”.

وخلُص بلاغ الـ AMITH إلى أن “كورونا قد تسبّبت في تغيير العادات الشرائية للمستهلكين، وأسفرت عن ظهور اتجاهات عالمية جديدة مثل التجارة الإلكترونية التي عرفت طفرة نوعية، وفرصة غير مسبوقة للاستثمار في القطاع الرقمي والتكنولوجي بسبب فرض الحجر الصحي”؛ مشدداً على أن “سوق الملابس الجاهزة، بعدما أضحى المستهلكون يتوجهون نحو الموضة “الأخلاقية” من خلال أزياء إيكولوجية مبنية أساسا على الاستهلاك المسؤول والأكثر استدامة”.

مجلة صناعة المغرب — يوسف يعكوبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.