بقدرة إجمالية 150MW.. انطلاق أشغال تركيب “توربينات” الشطر الأول من مزرعة الرياح بتازة

في إطار برمجة مشاريع وطنية للطاقات المتجددة ستُؤمِّن 52 في المائة من الإنتاج الطاقي للمملكة في أفق سنة 2030

0 2٬047

بعد قرار الجزائر عدم تجديد عقد خط أنبوب الغاز الرابط بينها وبين أوروبا مروراً بالمغرب، وتزامُناً مع الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، تمّت، يوم السبت الماضي 6 نونبر الجاري، عملية رفع وتركيب أول “توربينة” (turbine) ريحية بنواحي مدينة تازة، من أصل 27 توربينة في المجموع يتضمَّنها الشطر الأول من مشروع الحقل الريحي بتازة.

ويأتي هذا الإنجاز، حسب الشركة المكلفة بتركيب المشروع وصيانته، ضمن أشغال الشطر الأول من مشروع حقل ريحي استراتيجي قادر على توفير 150 ميغاواط من الطاقة الكهربائية مُستقبَلاً؛ وذلك في إطار برمجة مشاريع وطنية للطاقات المتجددة ستُؤمِّن 52 في المائة من الإنتاج الطاقي للمملكة في أفق سنة 2030.

مصادر مسؤولة من داخل الشركة أفادت في حديثِها لموقع “مجلة صناعة المغرب“، أن “المرحلة الأولى تتكوّن من مزرعة الرياح في تازة بـ 27 توربينًا للرياح بقدرة إنتاج لكل وحدة تصل 3.23 ميغاواط، تصنُعها شركة جنرال إلكتريك”، مضيفةً أن المشروع، الذي تم توقيع العُقود الخاصة به، نهاية 2019، بين المكتب الوطني للكهرباء والماء (ONEE) ، والوكالة المغربية للطاقة الشمسية (MASEN)، والمجموعة الفرنسية EDF Renouvelables فضلا عن شركة Mitsui اليابانية، يقع على بُعد حوالي 12 كيلومتراً شمال غرب مدينة تازة.

من المرتقب أن تستمر أشغال رفع وتركيب التوربينات الريحية إلى مَتمّ عام 2021، قبل أن تدخُل إلى حيّز الخدمة والاستغلال خلال الربع الأول من 2022“، توضح المصادر نفسُها.

بيئياً، سيُوَفّر المشروع حوالي 200 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في مرحلته الأولى. بالإضافة إلى ذلك، وكجزء من تعزيز النسيج الصناعي الوطني، ينصُّ هذا المشروع على تعويض صناعي يتعهد من خلاله المُطوّر الخاص بالاستثمار والحصول على السلع والخدمات من الشركات المغربية.

في سياق متصل، قام عامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، مساء يوم الأربعاء 10 نونبر، بزيارة تفقُّدية للمحطة الريحية لتازة حيث وقف على انتهاء أشغال تنصيب أول توربينة بهذه المزرعة الريحية. وخلال الزيارة قُدّمَتْ بعين المكان بعض الشروحات والتفاصيل عن سير عملية الإعداد والتجهيز لتنصيب باقي التوربينات وفق جولة زمنية محددة.

وبعد أن عبَّر العامل خلال هذه الزيارة عن اهتمامه بهذا المشروع الذي يندرج ضمن السياسة الجديدة للمملكة في ما يخص الاعتماد على الطاقات البديلة صديقة البيئة؛ مُشيداً بكفاءة وخبرة الأطر والكوادر المغربية المساهمة في هذا المشروع. كما حَرِص في ختام زيارته على التذكير بانخراطه التام واستعداده لتقديم كل سبل الدعم لهذا المشروع الذي من شأنه أن يعود بالنفع على ساكنة المنطقة وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية.

وجدير بالذكر أن إقليم تازة كان، في شهر نونبر من عام 1996، من الأقاليم التي مر منها أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، حين كان هذا المشروع الطاقي المتميّز يقوم على إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي انطلاقا من آبار النفط الجزائرية.

وكان هذا الخط ينقل منذ عام 1996 نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا إلى إسبانيا والبرتغال. ومقابل عبوره أراضيه، يحصل المغرب على حواليْ مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، ويمثل ذلك 97% من حاجة المملكة من الطاقة، نِصفُها مقابل المرور، والنصف الآخر بسِعر تفضيلي.

اقرأ أيــضاً : 

https://industries.ma/la-1-ere-phase-du-parc-eolien-de-taza-prevue-pour-fin-2021/

الطاقات المتجددة .. المغرب يرسّخ أقدامه على طريق التحول والانتقال الطاقي

(مقال تركيبي)

وتجدر الإشارة إلى أن بلاغاً مشتركاً سابقاً للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن ONHYM، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ONEE كان قد طمأن بأن “ القرار الذي أعلنته السلطات الجزائرية بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي لن يكون له حالياً سوى تأثير ضئيل على أداء نظام الكهرباء الوطني“، مؤكداً أنه “نظراً لطبيعة جوار المغرب، وتحسُّباً لهذا القرار ، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء“.

مجلة صناعة المغرب / يوسف يعكوبي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.