انطلقت الثلاثاء الماضي في الدار البيضاء أشغال الدورة العشرين لمؤتمر المجلس الدولي للدواجن، في سابقة هي الأولى من نوعها بالمغرب.
وعرف اليوم الأول حضور عدد من الشخصيات البارزة على رأسها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري.
ويأتي هذا الحدث البارز ليكرّس المكانة المتنامية التي بات يحتلها المغرب في قطاع الدواجن، ويعكس في الوقت ذاته الإمكانيات الواعدة التي يزخر بها القارة الإفريقية في مجال التنمية الفلاحية والغذائية.
في كلمته الافتتاحية، شدّد الوزير البواري على أهمية المؤتمر كمنصة عالمية لتبادل الخبرات وتوحيد المعايير وتعزيز تجارة منتجات الدواجن، مؤكداً أن هذا القطاع يشكّل ركيزة أساسية للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية وخلق فرص الشغل، كما أشاد بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل تحسين جودة واستدامة الإنتاج الوطني.
وأوضح الوزير أن التطور الملحوظ الذي شهده قطاع الدواجن في المملكة ما كان ليتحقق لولا الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى جملة من التحديات التي لا تزال مطروحة، من أبرزها تقلبات السوق، والأزمات الصحية، وضرورة تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.
كما دعا الوزير إلى تعزيز التعاون الدولي، معتبراً أن المغرب يشكّل جسراً استراتيجياً نحو القارة السمراء، خاصة في ظل رئاسته الحالية للكونفدرالية الإفريقية لتنمية قطاع الدواجن، وما تحمله هذه المهمة من مسؤولية في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتحفيز الإنتاج المحلي.
ولم يفت البواري أن يشير إلى ضرورة تشجيع الابتكار، وتطوير منظومة التكوين، وتكثيف التعاون بين دول الجنوب، باعتبارها رافعات حيوية لمواجهة التحديات المستقبلية التي يواجهها القطاع.
من جهته، عبّر رئيس المجلس الدولي للدواجن، ريكاردو سانتين، عن تفاؤله بمستقبل القطاع على الصعيد العالمي، متوقعاً أن تتصدر لحوم الدواجن قائمة البروتينات الحيوانية الأكثر استهلاكاً في العالم ابتداءً من عام 2025، بإنتاج يبلغ نحو 104 ملايين طن.
وقال سانتين: “مهمتنا الجماعية هي تغذية الشعوب وتوفير عناصر غذائية أساسية، والمساهمة في مواجهة التحديات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي”.
وتُنظم هذه التظاهرة الدولية بشراكة مع الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب، حيث تستمر فعالياتها إلى غاية 10 أبريل، بحضور مسؤولين حكوميين ومهنيين دوليين وخبراء وممثلي منظمات مختصة في تطوير القطاع.
ويتضمّن برنامج المؤتمر جلسات عامة وورشات تقنية وعروضاً يقدمها خبراء مرموقون، إلى جانب زيارات ميدانية لمواقع الإنتاج المحلية، بهدف الاطلاع على أحدث الابتكارات المغربية في المجال، كما يوفّر الحدث مساحة للتشبيك وبناء شراكات استراتيجية بين مختلف الفاعلين.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الدولي للدواجن يُمثل أكثر من 88% من الإنتاج العالمي للحوم الدواجن، و95% من تجارتها الدولية، ويعمل على تطوير حلول مستدامة مستندة إلى البحث العلمي، بشراكة مع منظمات عالمية مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.